قبل ساعات من مثول أول رئيس مصري سابق للمحاكمة، شهدت الساحة في مصر
توترًا حادًا مع اندلاع مصادمات أمام مستشفى شرم الشيخ الدولي؛ حيث يعالج
حسني مبارك وسط تقارير طبية تؤكد أنه سيمثل أمام القضاء الأربعاء 3
أغسطس/آب 2011م على كرسي متحرك، وحرب تكهنات تزعم أن شبيهًا له سيدخل القفص
الحديدي بديلا عنه.
وزعم العقيد متقاعد بالجيش المصري "عمر عفيفي" أن "دوبلير" مبارك هو من
سيحضر محاكمته بديلا عنه، وقال في مقال بعنوان "محاكمة شبيه مبارك" على
صفحته بـ"الفيس بوك" إن الأسلاك الشائكة التي ستغطي قفص المحاكمة الحديدي
لن تسمح لأي "كاميرا" أن تتبين ملامحه مهما قامت بعمل "زووم".
ووصف عفيفي، المقيم في أمريكا، محاكمة مبارك التي ستتم غدًا بأنها أشبه
بـ"فيلم هندي"، تم إخراجه على يد مخرج صهيوني محترف، وقال: "أعلم أن كلامي
هذا لن يعجب بعض الأشخاص، وسيقولون يا محرض يا اللي عايش في أمريكا، ونايم
في حضن الأمريكان عاوز تتكلم تعالى أتكلم من مصر، لكني بقول اللي أعرفه
مهما يقولوا علي".
وتباينت ردود أفعال الشباب على ما كتبه عفيفي، ففي حين رأى بعض الأشخاص أنه
به مبالغة، أتفق معه آخرون. وقال فؤاد الصبان: "ما أنت شايف يا سيادة
العقيد أنها وسعت منك شوية"، ورأى أحمد حسن أن هذا الكلام يزعزع ثقة
المصريين في المجلس العسكري، وقال مخاطبًا العقيد: "حرام عليك، مصر مش
ناقصها".
في المقابل، وافق عمرو عبد الله على ما جاء، وقال: "برافو يا سيادة العقيد
أن حضرتك فهمت الملعوب.. حسني خلاص هرب من مصر في شهر فبراير/شباط
الماضي".
وأيدت "حبيبة حلمي" هي الأخرى ما جاء بالمقال، وأضافت: "الكلام ده كنا لسه بنقوله من كام يوم، وبنحكي في أنا وصديق".
وبعيدًا عن الفضاء الافتراضي، قال شهود عيان إن مشاجرة وقعت مساء الثلاثاء 2
أغسطس/آب 2011م أمام مستشفى شرم الشيخ الدولي، الذي يرقد به الرئيس المصري
السابق في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر، وإن أعيرة نارية أُطلقت
بكثافة خلال مشاجرة وقعت بين بدو وعمال وافدين من صعيد مصر.
وأضاف أن البدو ضربوا وافدًا وأصابوه بجروح أُدخل على إثرها مستشفى شرم
الشيخ الدولي. وتابع أن أقارب المصاب حضروا إلى المكان واشتبكوا بالرصاص مع
البدو، وقطعوا الطريق أمام المستشفى.
وقالت وسائل إعلام إن مبارك ينتظر نقله إلى القاهرة؛ حيث ستبدأ محاكمته
الأربعاء، لكن مصريين يتشككون في أن يظهر في قفص الاتهام، قائلين إن المجلس
الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير شؤون البلاد، يريد تجنب إذلال رئيسه
السابق، بحسب وكالة رويترز.
في الوقت نفسه، أكد مصدر طبي رفيع المستوى بالمستشفى أنه من المستحيل أن
يستطيع مبارك الحضور إلى قاعة محاكمته غدًا الأربعاء سائرًا على قدميه؛
نظرًا لحالة الوهن الشديد التي تعانيها عضلات جسمه بالكامل، بالإضافة إلى
نوبات الدوار التي تصيبه بمجرد رفع رأسه من وضع الرقود؛ نظرًا لندرة حركته
منذ احتجازه بالمستشفى يوم 12 إبريل/نيسان الماضي.
ورجح المصدر، يوم الثلاثاء، أن يحضر مبارك للمحاكمة التي سيمثل خلالها مع
نجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي، وباقي المتهمين في قضية قتل
الثوار، جالسًا على كرسي متحرك؛ نظرًا لأن وضعه الصحي العام لا يستدعي
دخوله لقاعة المحكمة على نقالة أو سرير متحرك. وقال إنه لا توجد أي محاذير
طبية أو دواعي احترازية تحول دون تغير وضعه من الرقود إلى الجلوس.
وأوضح المصدر أنه في حالة نقل مبارك بالفعل من مستشفى شرم الشيخ الدولي إلى
أي مكان آخر، لا بد من أن يرافقه طبيب على درجة عالية من الكفاءة، سواء من
الأطباء العاملين بالمستشفى أم من الفريق الطبي الخاص به؛ تحسبًا لأي
تدهور في حالته الصحية نتيجة تعرضه لأزمات مفاجئة، سواء قلبية أم غيرها.
وأكد أن كافة الاحتمالات واردة ويجب الاحتياط لها بشكل جيد، ولا سيما في ظل
الوضع النفسي المتدهور لمبارك خلال الفترة الماضية الذي يتوقع أن يزداد
تدهورًا في ظل الضغوط النفسية الشديدة، التي ينتظر أن يواجهها غدًا أثناء
المحاكمة إذا انتقل بالفعل لحضورها.
وأشار المصدر الطبي إلى أن ضغط دم الرئيس السابق يشهد ارتفاعًا متواصلاً
منذ يوم الاثنين، بعد إخطاره رسميًا بقرار مثوله للمحاكمة في القاهرة من
قبل اللواء محمد نجيب مدير أمن جنوب سيناء.